ترك نحو 1000 طالب تركي ديارهم للالتحاق بالجامعة في البوسنة بعد أن جذبهم انخفاض تكاليف العيش والطعام الشهي، كما تسمح للطالبات ارتداء الحجاب.
وتعد تركيا دولة علمانية تمنع النساء فيها من ارتداء الحجاب في الجامعات، ولكن في البوسنة لا يوجد مثل هذا الحظر وهذا من بين الأسباب التي يوردها الشبان الأتراك لقطع هذه الرحلة القصيرة لاستكمال دراستهم في ثلاث جامعات دولية في سراييفو مولت تركيا اثنتين منها.
وقد افتتح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رسمياً حرماً جديداً لجامعة سراييفو الدولية على مشارف العاصمة البوسنية، وقال في حفل الافتتاح "آمل أن تمثل هذه الجامعة جسراً حضارياً يربط الناس ويضمن إقرار السلام في البلقان".
وقال أنيس جيجي من إسطنبول وهو طالب هندسة في جامعة سراييفو الدولية "يوجد الكثير من المساجد هنا والطعام شهي جداً إنها تشبه ثقافتنا بدرجة كبيرة"، فيما يرى محمد جونير من مدينة بورصة التركية الذي يدرس الاقتصاد في سراييفو أن "الدراسة هنا أوفر من الذهاب الى الولايات المتحدة أو كندا أو أي دولة أوروبية لذلك اخترتها".
وتوضح جاهدة نور جونوك التي تدرس الهندسة أنها جاءت إلى إلى البوسنة بسبب "مشكلة الحجاب"، مؤكدة أنها لم تتمكن من الالتحاق بأي جامعة حكومية أو خاصة في تركيا بعد تخرجها في مدرسة ثانوية دينية، فيما تقول زميلتها ولدان منجي "نحن سعداء بوجودنا هنا البوسنيون مسلمون وهم يشبهوننا".
ونسبة كبيرة من الطلاب الاتراك في سرييفو من النساء وأغلبهن يرتدين الحجاب ويقلن إنهن لم يتمكن من الالتحاق بالجامعات التركية بعد تخرجهن من مدارس دينية وهي المدارس الوحيدة التي يسمح لهن فيها بارتداء الحجاب.
ويلتحق العديد من الأتراك من الأسر المتدينة بالمدارس الثانوية الاسلامية التي تخصص 40% من مناهجها للمواد الدينية والباقي للمواد الأخرى.
وتخرج اردوغان في هذا النظام التعليمي وبعد تعديل طرح أواخر التسعينات على نظام التقديرات الجامعية بات من الصعب على طلاب هذه المدارس دراسة مواد غير دينية بالجامعات التركية.
وقالت فتاة وسط مجموعة من الطالبات المحجبات يجلسن في مقهى جامعي "اذا تغيرت الاوضاع في تركيا لن نأتي للدراسة هنا، البوسنيون أكثر تسامحاً من الاتراك".
وقالت ولدان منجي إن لديها ثلاث أخوات سيأتين الى سراييفو أيضاً ما لم تحل مسألة الحجاب، وأضافت "والدتي جاءت لرؤيتي هنا واطمأنت الى أنني في أمان".
وجامعة سراييفو الدولية هي الأكبر بين الجامعات الثلاث التي تمثل ما قد يصبح أكبر مجمع للكليات الخاصة في المنطقة، أما الجامعة الاخرى التي تمولها تركيا فهي جامعة بورتش الدولية.
وأسس جامعة سراييفو الدولية مجموعة من رجال الاعمال والشخصيات العامة من تركيا والبوسنة، أما جامعة بورتش الدولية فأقامتها مؤسسة الصحافيين والكتاب في اسطنبول التي اقامها الداعية التركي فتح الله جولن الى جانب مؤسسات أخرى.
وأقام انصار جولن الذي يؤيد فكرة عدم رفض الحداثة شبكة من المدارس والجامعات الخاصة في مختلف أرجاء تركيا وآسيا الوسطى والبلقان، ويقيم جولن حالياً في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة.
والجامعة الثالثة التي يقام مبناها الجديد على مسافة بضع مئات من الأمتار من جامعة سراييفو الدولية هي جامعة سراييفو للعلوم والتكنولوجيا، وهي معتمدة من جامعة بكنجهام البريطانية.
وقال أورهان هاجاجيك الأمين العام لجامعة بورتش الدولية "إنها حالة نادرة أن توجد جامعتان ممولتان من تركيا في منطقة واحدة"، وأضاف أن الجامعتين لا تربطهما أي صلة "كان ذلك محض صدفة".