--------------------------------------------------------------------------------
اشتقت إلى عينيك..
سهامك التي تقذفها لتستوطن في جوارحي..
اشتقت إلى صوتك الشجيّ..
ألحانك التي تعزفها أناملك على أوتار قلبي..
اشتقت إليك..فعلمني أن لا اشتاق...
ياحبيبي..
في يوم من أيام نيسان..
رايتك..وسمعت صوتك..
فغرست بذرة حبك في موطني..
لحظات..وأيام..
فباتت غابات تسيدت مملكتي..
وأحاطت بقصري..
فعلمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق...
ياحبيبي..
قبل ذلك النيسان..
كنت في عداد الأموات..
وحين قرعت في قلبي طبول الحب..
ورنّت أجراس الهوى..
كونت دموعي شطآنا..شطآن..
بكيت..لان قلبي هواك..
لأني اخترتك دون النفير..
وبكيت..لان الوداع
كان المصير..
فعلمني كيف تموت الدمعة في الأحداق...
عندما عشقتك..بتّ أتلهف غدي..
وامنّي النفس أن أراك..
أو اسمع صوتك..
ولكن..
قد هجرت شجرتك..
وغاب طيفك عن وريقاتها..
فأصابها الخريف في منتصف الربيع..
رحلت عني..
ليأفل قمر ليلي طويلا..
وتخاصمني نجوم السماء..
وتحملني خيبة أملي نحو عزلتي من جديد..
فعلمني كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق...
كنت أتوق لأبحر في محيطات الهوى والغرام..
فأبحرت..ولكن..
غرقت عميقا عميقا..
وسيطر على سفني..ولهي والهيام..
بتّ أغازل المرجان..وأداعب بأناملي أمواج بحرك العميق..
حتى أغرقتني..ولم اعد أجيد الطوفان..
لو أني اعرف أن البحر عميق جدا ماابحرت...
كانت أمنيتي أن اخط حروف الحب بأناملي..
وهاأنا اليوم..
قد مزقت قاموس لغتي..
ودساتير العهود..ونقضت جميع الوعود..
فأصبحت أبجديتي..
أربعة حروف..
"احبك"
يقتلني ألفها..
ويمزقني حاؤها..
ويرمي بي باؤها لوحوش البراري..
أما كافها..فيخط بدمي على صفحات الزمان..
كانت هاهنا ضحية من ضحايا عشقك المجنون..
لو أني اعرف أن الحب خطير جدا ما أحببت...
كنت أتوق لأخطو أولى خطواتي على درب العشق والجنون..
فاخترت دربا ليس ككل الدروب..
ولم أكن اعلم أن قدميّ تسوقانني نحو المنون..
فخطوت..وخطوت..
حتى أدمت قدميّ الأشواك..
وكوتني الجمرات الحارقة..
وهاقد علمت اليوم..أن نهايتي تكمن عند نهاية الدرب وخاتمة المشوار..
لو أني اعرف خاتمتي ماكنت بدأت...
ماكنت بدأت...