سؤال مشنوق على بوابة الزمن ... والاجابة عليه تتفرع كأطراف الأخطبوط
بعضنا يرى الحياة في .. ( الثراء ) .. وبعضنا يراها في .. ( الجاه والشهرة )
والبعض الآخر يكتفي بالصحة والسعادة
والكل يشكو من هذه الحياة حتى لو أعطيه كل ما يريد .. !!
الثري يشكو .. والفقير يشكو .. صاحب الجاه والشهرة يشكو .. وصاحب
الصحة والحياة أيضا يشكو .. كأنّ الحياة قد خلت من كل شيء إلاّ من ..(الشكوى )
والكل غير سعيد ... والسعادة نسبية تختلف بإختلاف نظرة الناس إليها .. وتتلون
بتلون آمآلهم ومطامعهم .. وتطلعاتهم ... وطموحاتهم ..!!
ثم ماذا ؟
سؤال يقوله إنسان بعد كل خطوة يخطوها .. بعد كل أمل يمسك به .. بعد كل نصر يحققه .
كان يتوق إلى الغنى .. وحين أصبح غنيًا لم يشعر بالراحة فتساءل ...
ثم ماذا ؟
عاد إليه الملل من جديد .. السفر لم يحقق له شيئًا من الراحة النفسية !!
بحث عن شيء جديد فكانت إمرأة جميلة .. تزوّجها ... كان يتصور أنها
ستقوده إلى الشاطيء الهاديء الذي يبحث عنه في حياته .. حين تزوّجها
ثم طلقها ليأخذ غيرها .. وثالثة ... ورابعة .. دون أن تستقر سفينته على ميناء
أو شاطيء هادىء ..!!!
ثم ماذا ؟
هجر النساء .. وتعلق بسباق الخيل .. أنشأ .. (( إصطبلا )) ... لها
وأشترى عددا من الخيول ألأصيلة .. وأشترك بها في سباقات عدّة حقّقت له
أكثر من فوز ... ,اهم من إنتصار !!
ثم ماذا ؟
قالها كفارس مهزوم فقد في معاركه الفاشلة كل أسلحته ..!!
لم يبق إلا الموت .. !!
ثم ذهب كآلآف وملايين الذاهبين ... سقط صريعا في الساحة .. دون ثراء
دون نساء ... ودون خيول ..!! ضاع إسمه بين مجموعة ألأسماء الضائعة !!
( وظل السؤال مشنوقا على بوابة الزمن .. ماذا نريد من الحياة ؟ )
نحن نريد كل شيء .. ولا نريد شيئاً ... ولا ندري ماذا نريد .. !!!
نكسب شيئاً لنخسر أشياءً كثيرة !!
البشر يبحثون عن اللّذّة .... ولا لذّة دون ثمن ... والثمن هو عمر الانسان
رحماك يارب